تُعد بشرة الأطفال أكثر حساسية ورقة مقارنةً بالكبار، مما يجعلها عرضة للعديد من المشاكل الجلدية التي قد تُربك الأهل وتثير قلقهم.
حيث تتراوح هذه المشاكل بين أمراض شائعة مثل الأكزيما والطفح الحراري، وأخرى أقل شيوعاً ولكنها تتطلب عناية خاصة وتشخيصاً دقيقاً.
ومع أن معظم الأمراض الجلدية عند الأطفال ليست خطيرة، إلا أنها قد تؤثر على جودة حياة الطفل وتسبب له الإزعاج أو الألم، فضلاً عن تأثيرها النفسي الذي قد ينعكس على ثقته بنفسه.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأمراض الجلدية عند الأطفال، أسبابها، وطرق الوقاية والعلاج، مما يساعد الأهل على تقديم الرعاية المناسبة والحفاظ على صحة أطفالهم.
الأمراض الجلدية عند الأطفال
الأكزيما (التهاب الجلد التأتبي)
الأكزيما هي واحدة من أكثر الأمراض الجلدية عند الأطفال شيوعاً، وتتميز بجفاف الجلد والحكة، وقد تؤدي إلى تشققات مؤلمة.
غالباً ما تبدأ الأكزيما في الأشهر الأولى من حياة الطفل وتتركز في مناطق مثل الوجه واليدين.
ويعتبر السبب الرئيسي للأكزيما هو الاستعداد الوراثي، خاصةً إذا كان أحد الوالدين يعاني من الحساسية أو الربو وقد تؤدي العوامل البيئية، مثل المواد الكيميائية الموجودة في الصابون أو التعرض للمهيجات، إلى تفاقم الحالة كذلك. أما العلاج فيشمل استخدام الكريمات المرطبة بشكل يومي لتقوية حاجز الجلد، وتجنب المواد المسببة للتحسس وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يصف الطبيب كريمات مضادة للالتهاب أو مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة.
الطفح الحراري (الحمى الشائكة)
يحدث الطفح الحراري عند انسداد الغدد العرقية، خاصةً في فصل الصيف أو في البيئات الحارة والرطبة ويظهر الطفح على شكل بقع حمراء صغيرة أو بثور في مناطق مثل الرقبة، أو الصدر، أو الفخذين ويصاحبه شعور بالوخز أو الحكة، مما يزعج الطفل.
أما السبب الرئيسي للطفح الحراري فهو ارتفاع درجة الحرارة مع ارتداء ملابس ضيقة تمنع تهوية الجلد.
وللتخفيف من الأعراض، يُنصح بإبقاء الطفل في بيئة باردة، واستخدام ملابس قطنية خفيفة، بالإضافة إلى تطبيق الكريمات المهدئة إذا لزم الأمر.
الطفح الناتج عن الحفاضات
الطفح الناتج عن الحفاض هو مشكلة شائعة بين الرضع، ويحدث بسبب احتكاك الجلد الرقيق مع الحفاض الرطب لفترات طويلة مما يؤدي إلى احمرار وتورم في منطقة الحفاض، وقد تظهر بثور صغيرة في الحالات الشديدة. كما أن الحساسية تجاه المواد الكيميائية الموجودة في الحفاضات أو المناديل المبللة يمكن أن تزيد من تفاقم الطفح. وللوقاية، يجب تغيير الحفاض بانتظام، واستخدام كريم يحتوي على أكسيد الزنك لتشكيل حاجز واقٍ على الجلد ونفضل أيضاً استخدام مناديل مبللة خالية من العطور أو غسل المنطقة بالماء الفاتر.
الالتهابات الفطرية (السعفة)
السعفة هي أحد الأمراض الجلدية عند الأطفال وهي عدوى جلدية فطرية شائعة تصيب الجلد أو فروة الرأس، وتظهر على شكل بقع دائرية حمراء متقشرة.
وتحدث العدوى نتيجة التعرض للفطريات الموجودة في البيئة، خاصةً في الأماكن الرطبة، أو من خلال التلامس مع شخص أو حيوان مصاب مسببةً حكة شديدة وشعوراَ بعدم الراحة.
أما العلاج فهو يشمل تطبيق مضادات الفطريات الموضعية، وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة إلى أدوية فموية إذا كانت العدوى واسعة الانتشار وننصح بالحفاظ على نظافة وجفاف الجلد لتجنب تكرار الإصابة.
القوباء
القوباء هي أحد الأمراض الجلدية عند الأطفال والتي تعتبر عدوى بكتيرية سطحية تنتشر بسهولة بين الأطفال، خاصةً في المدارس أو البيئات المكتظة.
تبدأ القوباء بظهور بثور صغيرة تحتوي على صديد، وتتحول لاحقاً إلى قشور صفراء مميزة فيشعر الطفل بالحكة أو الألم في المناطق المصابة، والتي غالباً ما تكون حول الفم أو الأنف.
كما تنتج القوباء عن البكتيريا العنقودية أو العقدية، وغالباً ما تحدث نتيجة خدوش أو جروح غير معقمة.
أما لعلاج القوباء، نوصي باستخدام مضادات حيوية موضعية أو فموية حسب شدة الحالة، مع الحرص على تنظيف الجلد المصاب بالماء الدافئ والصابون.
الجدري المائي
الجدري المائي مرض فيروسي معدٍ يسبب طفحاً جلدياً مميزاً على شكل بثور صغيرة مليئة بالسوائل، يرافقها حكة شديدة وحمى خفيفة وينتشر بسهولة من خلال السعال أو الاتصال المباشر مع شخص مصاب ويبدأ الطفح عادةً على الوجه والصدر قبل أن ينتشر إلى باقي الجسم.
وعلى الرغم من أن المرض يشفى من تلقاء نفسه في معظم الحالات، إلا أن العناية الجيدة مطلوبة لتخفيف الحكة ومنع العدوى الثانوية.
كما يمكن استخدام مضادات الهيستامين وكريمات الكالامين لتخفيف الأعراض، مع مراقبة الطفل بعناية.
حساسية الجلد (الشرى)
تظهر حساسية الجلد أو الشرى على شكل بقع حمراء مرتفعة تسبب حكة شديدة وتحدث نتيجة تفاعل الجهاز المناعي مع مواد مثيرة للحساسية، مثل الطعام (البيض، الحليب)، والأدوية، أو لدغات الحشرات؛ وفي بعض الحالات، قد يصاحب الحساسية تورم في الوجه أو الشفاه.
للتعامل مع الشرى، ننصح باستخدام مضادات الهيستامين التي تقلل الحكة، مع تجنب المواد المسببة للحساسية عند التعرف عليها. في الحالات الخطيرة، قد يحتاج الطفل إلى علاج طارئ باستخدام الإبينفرين.
الصدفية
الصدفية هي أحد الأمراض الجلدية عند الأطفال والتي تعتبر مزمنة وتتميز بظهور بقع سميكة متقشرة فضية اللون، وغالباً ما تكون مصحوبة بجفاف وحكة.
وعلى الرغم من أنها أقل شيوعاً عند الأطفال مقارنةً بالكبار، إلا أنها قد تظهر نتيجة عوامل وراثية أو محفزات مثل التوتر أو العدوى.
وتحتاج الصدفية إلى علاج مستمر يشمل كريمات الستيرويد لترطيب الجلد، وأحياناً العلاج بالضوء في الحالات الشديدة.
تتعدد الأمراض الجلدية عند الأطفال بين الحالات البسيطة التي يمكن معالجتها في المنزل، وتلك التي تحتاج إلى استشارة طبية.
إلا أن الفهم الجيد لطبيعة كل مرض وأسبابه وطرق التعامل معه يساعد الأهل على تقديم العناية المناسبة والحفاظ على صحة أطفالهم.
أسباب الأمراض الجلدية عند الأطفال
تحدث الأمراض الجلدية عند الأطفال نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل تشمل الوراثة، والبيئة، ونمط الحياة، وحتى الحالة المناعية.
ويمكننا تصنيف الأسباب إلى داخلية وخارجية لتوضيح تأثير كل منها على بشرة الطفل الحساسة:
العوامل الوراثية
تلعب الوراثة دوراً رئيسياً في الإصابة بالأمراض الجلدية عند الأطفال؛ إذ أن الأطفال الذين يمتلك أحد والديهم تاريخاً عائلياً من الأمراض الجلدية مثل الأكزيما، أو الصدفية، أو الحساسية، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالات.
ومن الأمثلة على الأمراض التي تتأثر بالوراثة هي الأكزيما حيث يُعتقد أن الجينات المسؤولة عن ضعف حاجز الجلد تلعب دوراً فيها.
ضعف الجهاز المناعي
الأطفال حديثو الولادة والأطفال الصغار لديهم جهاز مناعي غير مكتمل النمو، مما يجعلهم أكثر عرضة للالتهابات الفطرية، البكتيرية، والفيروسية التي تؤثر على الجلد.
ومن الأمثلة على هذه الأمراض الجلدية عند الأطفال العدوى الفيروسية مثل الجدري المائي والالتهابات البكتيرية مثل القوباء والالتهابات الفطرية مثل السعفة.
العوامل البيئية
يلعب تعرض الأطفال للبيئة المحيطة دوراً كبيراً في حدوث الأمراض الجلدية، خاصة في البيئات غير النظيفة أو الملوثة وتشمل هذه العوامل:
- الحرارة والرطوبة التي تسبب الطفح الحراري.
- البرودة والجفاف يزيدان من تشقق الجلد واحتمالية الإصابة بالأكزيما.
- التعرض لمواد كيميائية مثل الصابون المعطر أو المنظفات القوية يسبب تهيج الجلد.
- لدغات الحشرات قد تؤدي إلى رد فعل تحسسي يظهر على شكل شرى أو تورم.
الحساسية
الحساسية هي واحدة من الأسباب الشائعة وراء العديد من الأمراض الجلدية عند الأطفال والتي تحدث عندما يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط مع مواد طبيعية مثل:
- الأطعمة: مثل الحليب، البيض، أو الفول السوداني.
- الأدوية: بعض المضادات الحيوية أو المسكنات قد تسبب طفحاً جلدياً.
- المنتجات الجلدية: الكريمات، الصابون، أو العطور المحتوية على مواد كيميائية قوية.
- الحيوانات: فراء الحيوانات أو لعابها قد يسبب تهيج الجلد لدى بعض الأطفال.
- الغبار وحبوب اللقاح: تؤدي إلى ظهور طفح جلدي أو تفاقم الأكزيما.
التعرق الزائد وسوء التهوية
الأطفال النشطون أو الذين يعيشون في مناخ حار قد يعانون من انسداد الغدد العرقية، مما يؤدي إلى ظهور الطفح الحراري كما أن ارتداء ملابس ضيقة أو أقمشة غير قابلة للتهوية يزيد من سوء الحالة.
الالتهابات الجلدية
الالتهابات الناتجة عن البكتيريا، الفطريات، أو الفيروسات من الأسباب الشائعة للأمراض الجلدية عند الأطفال مثل:
- البكتيريا العنقودية والعقدية تسبب القوباء.
- فطريات السعفة التي تسبب بقعاً متقشرة على الجلد أو فروة الرأس.
- فيروس الجدري المائي الذي يؤدي إلى ظهور طفح جلدي مميز.
الاحتكاك والضغط المستمر على الجلد
الجلد الرقيق عند الأطفال يتأثر بسرعة بالاحتكاك المستمر، خاصة في المناطق المغطاة مثل منطقة الحفاض والاحتكاك الناتج عن الحفاضات الرطبة أو الضيقة يسبب التهابات الجلد، بينما الضغط المستمر على مناطق معينة قد يؤدي إلى تقرحات جلدية.
نقص العناية بالبشرة
عدم اتباع روتين يومي للعناية ببشرة الطفل يؤدي إلى جفافها وتهيّجها مثل إهمال ترطيب البشرة بانتظام واستخدام منتجات غير ملائمة لنوع البشرة وعدم تنظيف الجلد جيداً بعد اللعب أو التعرق.
نقص الفيتامينات وسوء التغذية
النظام الغذائي غير المتوازن قد يؤثر سلباً على صحة الجلد مثل نقص فيتامين D يؤدي إلى جفاف الجلد ونقص فيتامين A يسبب مشاكل في تجدد خلايا الجلد.
تتنوع أسباب الأمراض الجلدية عند الأطفال بين العوامل الوراثية والبيئية والعادات اليومية. الفهم العميق لهذه الأسباب يساعد في الوقاية من الكثير من المشكلات الجلدية ويوفر للطفل بيئة صحية تعزز مناعته وتحمي بشرته الرقيقة.
تشخيص وعلاج الأمراض الجلدية عند الأطفال
تتطلب الأمراض الجلدية عند الأطفال عناية خاصة نظراً لحساسية بشرتهم وصعوبة تفسيرهم للأعراض.
ويبدأ التشخيص بفحص دقيق للجلد وتقييم العوامل المرتبطة، بينما يعتمد العلاج على نوع المرض وشدته، مع الأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل وحالته الصحية العامة.
تشخيص الأمراض الجلدية عند الأطفال
التقييم الطبي
- يبدأ التشخيص بجمع معلومات مفصلة حول الأعراض التي يعاني منها الطفل، بما في ذلك:
- متى بدأت الأعراض؟
- هل هناك عوامل محتملة تزيد من تفاقمها مثل الحرارة أو ملامسة مواد معينة؟
- وجود تاريخ عائلي لأمراض جلدية أو حساسية.
و يركز الطبيب على ملاحظة:
- توزيع الطفح الجلدي (موضعي أو منتشر).
- طبيعة الطفح (بقع حمراء، بثور، قشور).
- وجود حكة أو ألم.
الفحص السريري
يقوم الطبيب بفحص الجلد بعناية للبحث عن علامات مميزة مثل القشور، التشققات، أو التورم كما يتم فحص المناطق الأكثر عرضة، مثل الوجه، والأطراف، ومنطقة الحفاض، وفروة الرأس.
الفحوص المخبرية
في بعض الحالات، يطلب الطبيب إجراء فحوصات للتأكد من التشخيص:
- فحص عينة من الجلد (خزعة): تؤخذ قطعة صغيرة من الجلد لفحصها تحت المجهر.
- الفحوصات البكتيرية أو الفطرية: لتحديد نوع العدوى المسببة للمشكلة.
- اختبارات الحساسية: تستخدم لتحديد المواد المثيرة للحساسية عند الطفل.
التاريخ البيئي والعوامل المرافقة
ندرس بيئة الطفل بشكل كامل، مثل:
- التعرض للمواد الكيميائية أو الصابون.
- المناخ (الرطوبة أو الجفاف).
- الحيوانات الأليفة التي قد تنقل العدوى.
علاج الأمراض الجلدية عند الأطفال
يختلف العلاج حسب نوع الأمراض الجلدية عند الأطفال وسنستعرض الآن علاج كل منها:
الأكزيما (التهاب الجلد التأتبي)
- استخدام مرطبات طبية يومياً للحفاظ على رطوبة الجلد.
- تجنب المهيجات مثل الصابون المعطر أو الملابس الخشنة.
- في الحالات الشديدة، تُستخدم كريمات الستيرويد الموضعية لتخفيف الالتهاب.
- مضادات الهيستامين الفموية تقلل الحكة وتمنح الطفل راحة أثناء النوم.
- الاستحمام بماء فاتر مع صابون لطيف.
- تطبيق المرطبات فور الاستحمام لتقوية حاجز الجلد.
الطفح الناتج عن الحفاضات
- تغيير الحفاضات بشكل متكرر لمنع الرطوبة من ملامسة الجلد.
- استخدام كريمات تحتوي على أكسيد الزنك لتشكيل حاجز واقٍ.
- في حالة العدوى الفطرية، تُستخدم مضادات الفطريات الموضعية.
- غسل منطقة الحفاض بالماء الدافئ وتجفيفها جيداً قبل وضع الحفاض الجديد.
- تجنب استخدام المناديل المبللة التي تحتوي على كحول أو عطور.
السعفة (الالتهابات الفطرية)
- تطبيق كريمات مضادة للفطريات موضعياً على المنطقة المصابة.
- في الحالات الشديدة أو العدوى المنتشرة، يمكن وصف أدوية فموية مضادة للفطريات.
- الحفاظ على نظافة الجلد وجفافه.
- تجنب مشاركة أدوات العناية الشخصية مع الآخرين.
القوباء
- تنظيف المناطق المصابة بلطف بالماء الدافئ والصابون.
- استخدام مضادات حيوية موضعية لعلاج العدوى البكتيرية.
- إذا كانت العدوى واسعة النطاق، قد يُوصَف مضاد حيوي فموي.
- إبقاء الطفل في المنزل إذا كانت العدوى معدية.
- غسل اليدين بانتظام لمنع انتشار البكتيريا.
الجدري المائي
- لا يحتاج إلى علاج محدد في معظم الحالات، حيث يشفى من تلقاء نفسه.
- استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة.
- تطبيق لوشن الكالامين على البثور لتقليل التهيج.
- تجنب حك البثور لمنع العدوى الثانوية.
- التطعيم ضد الجدري المائي يقلل من خطر الإصابة.
حساسية الجلد (الشرى)
- مضادات الهيستامين الفموية لتقليل التورم والحكة.
- إذا كانت الحالة شديدة، يمكن استخدام الكورتيزون تحت إشراف طبي.
- التعرف على مسببات الحساسية وتجنبها.
- استخدام منتجات خالية من العطور والصبغات.
الصدفية
- استخدام كريمات مرطبة تقلل من الجفاف والقشور.
- تطبيق كريمات الستيرويد الموضعية لتخفيف الالتهاب.
- العلاج بالضوء في الحالات الشديدة.
- الحفاظ على ترطيب الجلد وتجنب المواد المهيجة.
- إدارة التوتر لأنه يمكن أن يزيد من تفاقم الحالة.
تشخيص الأمراض الجلدية عند الأطفال يعتمد على الفحص الدقيق والتقييم الشامل، بينما يركز العلاج على التخفيف من الأعراض ومنع التفاقم.
كما أن العناية اليومية والوعي بالمسببات يساعدان في حماية بشرة الطفل من العديد من الأمراض الجلدية عند الأطفال.
الوقاية من الأمراض الجلدية عند الأطفال
تعتبر الوقاية من الأمراض الجلدية عند الأطفال خطوة أساسية للحفاظ على بشرتهم الصحية والحد من المخاطر المحتملة.
وباعتبار أن بشرة الأطفال حساسة وعرضة للتأثر بالعديد من العوامل، فإن الوقاية تعتمد على مزيج من العناية اليومية السليمة، التغذية الصحية، وتجنب المحفزات الضارة.
الحفاظ على نظافة الجلد
النظافة الجيدة هي حجر الزاوية في الوقاية من العديد من الأمراض الجلدية عند الأطفال:
- يجب أن يكون الاستحمام يومياً باستخدام ماء فاتر وصابون لطيف مخصص للأطفال وتجنب الماء الساخن الذي يسبب جفاف الجلد.
- بعد الاستحمام، يُنصح بتجفيف الجلد بلطف باستخدام منشفة ناعمة دون فركه.
- غسل اليدين قبل الأكل وبعده يقلل من انتقال الجراثيم إلى الجلد.
- تنظيف الوجه بشكل يومي يحمي من انسداد المسام.
ترطيب الجلد بانتظام
- بشرة الأطفال تفقد الرطوبة بسرعة، لذا يُنصح باستخدام مرطبات طبية خالية من العطور يومياً.
- يفضل استخدام الكريمات أو اللوشنات التي تحتوي على مواد طبيعية وآمنة للأطفال مثل زبدة الشيا أو الجلسرين.
- تطبيق المرطب فور الاستحمام بينما الجلد لا يزال رطباً لكي يساعد على حبس الرطوبة.
اختيار الملابس المناسبة
- يُنصح بارتداء ملابس قطنية مريحة تسمح بتهوية الجلد وتجنب الأقمشة الاصطناعية التي قد تسبب التهيج.
- ارتداء ملابس واسعة يمنع الاحتكاك الزائد الذي قد يؤدي إلى تهيج الجلد.
- ارتداء ملابس دافئة في الطقس البارد وملابس خفيفة في الجو الحار يقلل من خطر الإصابة بالجفاف أو الطفح الحراري.
الحماية من أشعة الشمس
- تطبيق واقي شمس مخصص للأطفال يحتوي على عامل حماية (SPF) لا يقل عن 30 قبل التعرض لأشعة الشمس.
- يُفضل تجنب التعرض للشمس المباشرة بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً.
- ارتداء قبعات واسعة الحواف وملابس بأكمام طويلة عند الخروج في الشمس.
الوقاية من الحساسية
- قبل استخدام أي منتج جديد على بشرة الطفل، يُنصح بتجربته على منطقة صغيرة من الجلد لمراقبة أي رد فعل تحسسي.
- الابتعاد عن الصابون المعطر، والكريمات الكيميائية، أو المناديل المبللة التي تحتوي على كحول.
- عند تقديم أطعمة جديدة للطفل، يجب مراقبة أي ردود فعل تحسسية مثل الطفح الجلدي أو التورم.
تقليل التعرض للمحفزات البيئية
- الحد من تعرض الطفل للتلوث البيئي مثل الغبار، الدخان، أو المواد الكيميائية.
- تهوية المنزل يومياً لتقليل الرطوبة ومنع نمو العفن الذي قد يسبب تهيج الجلد.
- مراقبة رد فعل الطفل تجاه فراء الحيوانات أو اللعاب، خاصة إذا كان لديه سوابق حساسية.
تحسين المناعة
- تناول نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين D، A، وC لدعم صحة الجلد.
- الأطعمة الغنية بأوميغا-3 (مثل الأسماك) تحسن من مرونة الجلد وتقلل من الالتهابات.
- النوم الجيد يدعم تجديد خلايا الجلد ويقوي مناعة الطفل.
- الالتزام بجداول التطعيم يقي الطفل من الأمراض الجلدية المرتبطة بالفيروسات مثل الجدري المائي.
العناية بمنطقة الحفاض
- يجب تغيير الحفاض بمجرد أن يصبح رطباً لتجنب تراكم الرطوبة وتهيج الجلد.
- تطبيق كريم حاجز يحتوي على أكسيد الزنك يحمي الجلد من الالتهابات.
- استخدام حفاضات ذات جودة عالية وقياس ملائم يقلل من الاحتكاك والطفح الجلدي.
علاج أي إصابة جلدية مبكراً
- عند ملاحظة طفح جلدي، جفاف، أو بثور، يجب استشارة الطبيب فوراً.
- قص أظافر الطفل وتذكيره بعدم حك الجلد للحد من انتقال العدوى.
- استخدام المراهم أو الكريمات الموصوفة من الطبيب لمنع تطور الحالات البسيطة.
الوقاية من الأمراض الجلدية عند الأطفال تتطلب اهتماماً يومياً بالبشرة، إلى جانب تجنب العوامل البيئية والغذائية التي قد تسبب التهيج أو العدوى.
كما أن العناية السليمة، التغذية المتوازنة، وتجنب المهيجات تضمن صحة بشرة الطفل وتقلل من مخاطر الأمراض الجلدية بشكل كبير.
في الختام؛ تُعد الأمراض الجلدية عند الأطفال تحدياً شائعاً للأمهات، لكنها في الغالب قابلة للتشخيص والعلاج بسهولة إذا تم التعامل معها بالشكل الصحيح.
حيث تلعب العناية اليومية بالبشرة، التغذية السليمة، والوقاية من المحفزات دوراً حاسماً في حماية بشرة الأطفال من التهيج والأمراض.
ومع أن بعض الحالات تتطلب تدخلاً طبياً متخصصاً، إلا أن التثقيف والوعي بأهمية النظافة والعناية الوقائية يُمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية ظهور المشاكل الجلدية.
إذا عانى طفلك من أي أمراض جلدية يمكنك التواصل مع قسم طب الأطفال في مركزنا!